محمــد حجــازي المدير العام
العمر : 29 نقاط : 53742 عدد المساهمات : 3456 تاريخ التسجيل : 29/06/2012 الموقع : أم الدنيـــــــــــــــا
| موضوع: كيف تكون المسلمة مصدر ازدهار ورخاء في حياة زوجها ؟ الأربعاء فبراير 13, 2013 9:45 pm | |
| السؤال: سمعت البعض يقول : إن الرجل إذا تزوج فإنه إمّا أن تزدهر حياته وتنمو ، وإما أن يعاني ويصارع الحياة وكل ذلك بسبب زوجته ، فهي إما مصدر حظ حسن أو حظ سيء. سؤالي هو: كزوجات، ماذا يمكننا أن نفعل كي نجلب لأزواجنا الحظ الحسن؟ وما تفصيل هذا الموضوع على ضوء من الكتاب والسنة ؟
الجواب :
الحمد لله أولا : التشاؤم والتطير مذموم في الشريعة ، وهو ضعف الثقة بالله ، والتوكل عليه ، والإيمان بقدره وتدبيره وتصريفه . وأما ما رواه البخاري (5094) ومسلم (2225) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : "ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ) . فليُعلَمْ أنه ليس شيء من النساء أو الدور أو الدواب تضر أو تنفع إلا بإذن الله ، فهو سبحانه خالق الخير والشر ، ولكن قد يبتلي العبد بامرأة سيئة الخلق ، أو دار يكثر فيها العطب ، فيشرع للعبد التخلص من ذلك ، فرارا من قدر الله إلى قدر الله ، وحذرا من الوقوع في التشاؤم المذموم . ولم ينسب النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة والشؤم إلى شيء من الأشياء على سبيل أنه سبب مؤثر بذاته ، دون تقدير الله تعالى . فلا يجوز للمسلم أن يعتقد أن هذه الأشياء تؤثر بذاتها ؛ لأن ذلك من الشرك ؛ لعموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ) رواه أبو داود (3910) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" . راجع جواب السؤال رقم : (27192) . ثانيا : القول بأن الزوجة إما أن تكون مصدر حظ حسن أو مصدر حظ سيء لزوجها : إن كان هذا من واقع النظر إلى عملها ومعاشرتها زوجها ، فنعم : من كانت صالحة تتقي الله وتطيع الزوج وتؤدي الذي عليها فهي فأل حسن ، وفاتحة خير وبركة على زوجها وأهل بيتها ؛ كما روى مسلم (1467) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ) . ومن كانت عاصية لربها ، خارجة عن طوع زوجها ، ناشزة عليه ، كافرة لنعمته : فذلك شؤم المرأة حقيقة ؛ فاليُمْن ، والشؤم إنما هو بأعمال العباد ، وأخلاقهم ، ليس بذواتهم ، ولا أشكالهم ، ولا صورهم ، كما قال تعالى عن الْقَرْيَةِ الَّتِي جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ، فِي قَوْلِهِ: ( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ) ؛ وَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ شُؤْمَهُمْ مِنْ قِبَلِ كُفْرِهِمْ ، وَمَعَاصِيهِمْ، لَا مِنْ قِبَلِ الرُّسُلِ؛ قَالَ فِي «الْأَعْرَافِ» : ( أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ ) ... وَقَالَ فِي «يس» : ( قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ) . ينظر : " أضواء البيان " ، للشنقيطي رحمه الله (2/39) .
وحينئذ يقال لمن أرادت لنفسها ولزوجها ولذريتها الحياة الطيبة في الدنيا ، والسعادة الدائمة في الآخرة فعليها بتقوى الله في السر والعلن ، بأداء ما افترض الله عليها ، وترك ما نهاها الله عنه ، ثم بطاعة زوجها ، وحسن معاشرته ، وعدم مخالفته في المعروف ، وعدم تكليفه فوق ما يطيق ، بل لا تطلب منه كل ما يطيق ؛ بل المرأة العاقلة تدع شيئا من ذلك ، ولا تأتي معه على كل ؛ ثم توطن نفسها على الصبر والاحتمال ، إذا حصل نوع من خلاف ، أو منازعة ، أو تقصير . ثم بالحرص على تنشئة أولادها التنشئة الصالحة بتربيتهم على تعاليم الإسلام وأخلاقه وآدابه ، وتربيتهم على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم . وذلك كله ، معلق بقدرة العبد ، ووسعه ، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ومن اتقى الله فيما قدر عليه ، كفاه الله مؤنة ما عجز عنه ، بمنه وكرمه . وقد قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل /97 .
وروى ابن حبان (4032) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء ، وأربع من الشقاوة : الجار السوء ، والمرأة السوء، والمسكن الضيق ، والمركب السوء ) صححه الألباني في "الصحيحة" (282) . راجعي لمعرفة المزيد جواب السؤال رقم (10680) ، (88353). وراجعي لمعرفة طرق النجاح في الحياة جواب السؤال رقم : (22704) .
والله تعالى أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب | |
|