محمــد حجــازي المدير العام
العمر : 29 نقاط : 53702 عدد المساهمات : 3456 تاريخ التسجيل : 29/06/2012 الموقع : أم الدنيـــــــــــــــا
| موضوع: صفة منبر النبي صلى الله عليه وسلم الأحد ديسمبر 09, 2012 2:24 am | |
| السؤال: أريد أن أعرف حجم منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أهدي لمسجدنا منبر ضخم جدا وبه أكثر من ثلاث درجات ، وبما أنني عضو في الإدارة نريد أن نعيد تعديله ونجعله ثلاث درجات فقط ، لذلك نريد أن نعرف حجم المنبر الطبيعي الذي اعتاد النبي صلي الله عليه وسلم أن يعتليه ، ويفضل لو كانت إجابتكم مدعمة بالأحاديث وآراء العلماء .
الجواب :
الحمد لله الحمد لله روى البخاري (917) ومسلم (544) عن أَبِي حَازِمٍ : " أَنَّ نَفَرًا جَاءُوا إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَدْ تَمَارَوْا فِي الْمِنْبَرِ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ ؟ فَقَالَ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ وَمَنْ عَمِلَهُ وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ ، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبَّاسٍ فَحَدِّثْنَا قَالَ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى امْرَأَةٍ من الأنْصَار : ( انْظُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ يَعْمَلْ لِي أَعْوَادًا أُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَيْهَا ) ، فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ دَرَجَاتٍ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوُضِعَتْ هَذَا الْمَوْضِعَ ، فَهِيَ مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ " . ( طُرَفَاء الْغَابَة ) وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ ( مِنْ أَثْل الْغَابَة ) وهو شجر لا شوك له ، وَالْغَابَة مَوْضِع مَعْرُوف مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَة " . والمقصود أنه مصنوع من الخشب .
وروى أحمد (2415) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال : َ" كَانَ مِنْبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصِيرًا ، إِنَّمَا هُوَ ثَلَاثُ دَرَجَاتٍ " . وإسناده حسن . وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح "مجمع الزوائد" (2 /386) .
وروى مسلم (1017) من حديث جرير : " فَصَلَّى الظُّهْرَ – يعني النبي صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا " .
روى الدارمي (41) عن أَنَس بْن مَالِكٍ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِذْعٍ مَنْصُوبٍ فِي الْمَسْجِدِ فَيَخْطُبُ النَّاسَ ، فَجَاءَهُ رُومِيٌّ فَقَالَ : أَلَا أَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ وَكَأَنَّكَ قَائِمٌ ؟ فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا لَهُ دَرَجَتَانِ وَيَقْعُدُ عَلَى الثَّالِثَةِ ، فَلَمَّا قَعَدَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ الْمِنْبَرِ خَارَ الْجِذْعُ كَخُوَارِ الثَّوْرِ حَتَّى ارْتَجَّ الْمَسْجِدُ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمِنْبَرِ فَالْتَزَمَهُ وَهُوَ يَخُورُ ، فَلَمَّا الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَنَ ثُمَّ قَالَ : ( أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ لَمْ أَلْتَزِمْهُ لَمَا زَالَ هَكَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) . ورواه أحمد (21252) والدارمي (36) من حديث أبي بن كعب . قال الألباني في "الصحيحة" (5/173) : "إسناده جيد ، وهو على شرط مسلم " . وروى أبو داود (1082) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ : " كَانَ بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْحَائِطِ كَقَدْرِ مَمَرِّ الشَّاةِ " . وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" . وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله : " والصحيح : أن المنبر كانَ ثلاث مراق ، ولم يزل على ذَلِكَ في عهد خلفائه الراشدين . وقد عد طائفةٌ من العلماء : تطويل المنابر من البدع المحدثة ، منهم: ابن بطة من أصحابنا وغيره ، وكره بعض الشافعية المنبر الكبير جداً، إذا كانَ يضيق به المسجد " انتهى من "فتح الباري" لابن رجب (8/ 242) . وقال ابن حجر رحمه الله : " وَلَمْ يَزَلِ الْمِنْبَرُ عَلَى حَالِهِ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ حَتَّى زَادَهُ مَرْوَانُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ سِتَّ دَرَجَاتٍ مِنْ أَسْفَلِهِ " انتهى . "فتح الباري" لابن حجر (2/ 399) . وقال النووي رحمه الله : " قَالَ الْعُلَمَاء : كَانَ الْمِنْبَر الْكَرِيم ثَلَاث دَرَجَات , كَمَا صَرَّحَ بِهِ مُسْلِم فِي رِوَايَته " .
فعُلم بما تقدم من الأحاديث الصحيحة أن منبر النبي صلى الله عليه وسلم كان صغيرا قصيرا متواضعا ، مصنوعا من الخشب ، يتكون من ثلاث درجات ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على الثانية ويجلس على الثالثة ، وكان بين منبره وبين الحائط قدر ممر شاة ، فلم يكن يقطع صفا ، ولم يكن يؤذي أحدا ، إنما هي خشبات متواضعة ركبت ثلاث درجات ، ولا زخارف ولا نقوش ولا إنفاق زائد على الحد ، وعلى نحو ذلك ينبغي أن تكون منابر مساجد المسلمين .
ولقد أحسنتم في رغبتكم في تعديل هذا المنبر الكبير وجعله ثلاث درجات ، نسأل الله لكم التوفيق والعمل بالسنة . وراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (34160) ، (97497) .
والله تعالى أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب | |
|