محمــد حجــازي المدير العام
العمر : 29 نقاط : 53702 عدد المساهمات : 3456 تاريخ التسجيل : 29/06/2012 الموقع : أم الدنيـــــــــــــــا
| موضوع: ليس من السنة إعابة الطعام الأربعاء يوليو 25, 2018 7:17 am | |
| عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَابَ طَعَامًا قَطُّ ، كَانَ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَشْتَهِهِ سَكَتَ" رواه مسلم (2064).
الطَّعامُ والشَّرابُ مِن رِزقِه تَعالى الَّذي منَّ به علينا ، فإذا عابَ المرءُ ما كَرِهَه منَ الطَّعامِ ، فإنَّه قد رَدَّ على اللهِ رِزقَه ، وقد يَكرَهُ بعضُ النَّاسِ منَ الطَّعامِ ما لا يَكرَهُه غَيرُه ، ونِعَمُ اللهِ تعالى لا تُعابُ ، وإنَّما يَجِبُ الشُّكرُ عليها ، والحمدُ للهِ لأَجْلِها ؛ لأنَّه لا يَجِبُ لنا عليه شَيءٌ منها ، بل هو مُتفضِّلٌ في إِعطائِه عادلٌ في مَنْعِه ، ولأَجْلِ ذلك كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَعيبُ طعامًا أبدًا ، وإنَّما كان يَأكُلُه إذا اشتَهاه وأَرادَه ، فإذا لم يُحِبُّه تَرَكَه ولم يُعبْه تأدُّبًا مع اللهِ تعالى في عَدَمِ إبداءِ الكَراهةِ لرِزقِه.
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: (عيب الطعام ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: أن يكون مجرد خبر ، وهذا لا إثم فيه. القسم الثاني: أن يراد به السب ، وهذا هو المنهي عنه. فمثلًا: إذا قُدِّمَ للإنسان طعامه في البيت ، وقال: إن الطعام اليوم محترق أو إنه ليس به ملح ، أو ما أشبه ذلك ؛ فهذا لا بأس به ؟ لماذا ؟ لأنه مجرد خبر ، الشاي مر ، أو حلو ، التمر يابس ، رطب ، وما أشبه ذلك. أما إذا قصد العيب ، فهذا هو الذي ليس من خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، بل إن اشتهاه أكله وإلا تركه ، وهذا يقع كثيرًا فيما إذا دعي الإنسان إلى وليمة ، وقُدم في الوليمة وصارت لا تعجبه إما لرائحتها وإما لعدم نضجها ، لأي سبب ، فلا تعبها ، إن اشتهيت فكُلْ ، وإن لم تشتهِ فلا تأكل ، هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم. أما لو عاب الخالق عز وجل بأن سَبَّ التمر مثلًا ، يريد بذلك سب الخالق عز وجل فهذا خطير جدًّا ، هذا ربما يصل بصاحبه إلى الكفر ، وهو لا يدري ، لكن كلامنا فيما إذا سب الطعام أو أخبر عنه باعتبار صانعه ، فهذا هو الذي فيه التفصيل).
| |
|